قصيدة نُعْمِيَ سيف الدولة بالمال والجيش ابو الطيب المتنبي


في عالم الشعر العربي، يبقى أبو الطيب المتنبي واحدًا من أعظم الشعراء الذين أبدعوا في صياغة الكلمات وتعميق المعاني. وُلد المتنبي في الكوفة في عام 915 ميلادي، وكان صوته الشعري قويًا ومؤثرًا، يعبر عن تجاربه وأفكاره ببلاغة نادرة. يعتبر شعره نموذجًا للتعبير عن الشجاعة والحكمة والطموح، حيث يمتزج الإبداع الفني بالعمق الفكري. قصائده كانت انعكاسًا لحياته ومعاناته ومشاعره، مما جعلها خالدة في الأدب العربي. من بين هذه القصائد، نجد قصيدة "نُعْميَ سيف الدولة" التي تعكس مدى تقديره وامتنانه للعديد من الأشخاص في حياته.


أبيات قصيدة نُعْمِيَ سيف الدولة بالمال والجيش


نُعْمِيَ سيف الدولة بالمال والجيش

نُعْمِيَ البَعيد بِقُرْبِكَ وَالْقُدُمِ


سَأُلْقِي عَلى نَعْمَاكَ بَعْدَكَ عَجِيباً

مِنَ الذِّكْرِ وَالشِّعْرِ وَالصَّبْرِ وَالْكَرَمِ


أَبْرِيكَ مُسْلِماً بَحْرَكِ وَالْحَرِّ

بِكُلِّ سَمَاءِ عَشِيَّةٍ مِنْ سَمَائِهِ


وَسَيفُكَ شَمْسٌ تَسْطُعُ عَلى العَادِ

وَتُعْطِفُ دُرْبَ الحَقِّ وَالْبَطَلِ


إِذَا نَحْنُ قُلْنَا صَحَاحٌ قَالَ قَائِلٌ

مَنْ يُسْعِدْ فَأَنْتَ قَائِلٌ فَشَكْرُهُ


سبب إلقاء قصيدة نُعْمِيَ سيف الدولة بالمال والجيش


قصيدة نُعْميَ سيف الدولة تعبر عن امتنان المتنبي وتقديره الكبير لسيف الدولة الحمداني، الذي كان من أبرز الشخصيات التي رعت المتنبي وساندته. سيف الدولة، الأمير الذي اشتهر بالشجاعة والكرم، كان بمثابة الحامي والمشجع للمتنبي، وساعده على تحقيق الكثير من طموحاته الشعرية. القصيدة جاءت كتعبير عن التقدير العميق والاحترام الذي يكنه المتنبي لسيف الدولة، وتأكيدًا على عظمة الفضل الذي منحه له.


شرح قصيدة نُعْمِيَ سيف الدولة بالمال والجيش


البيت الأول:


نُعْمِيَ سيف الدولة بالمال والجيش

نُعْمِيَ البَعيد بِقُرْبِكَ وَالْقُدُمِ


في هذا البيت، يبرز المتنبي امتنانًا عميقًا تجاه سيف الدولة. "نُعْمِيَ سيف الدولة" تعني أن سيف الدولة كان مصدر نعمة وعون للمتنبي، خاصةً بفضل المال والجيش الذي قدمه له. "نُعْمِيَ البعيد" يشير إلى أن حتى أولئك الذين هم بعيدون عنك يستفيدون من قربك وعظمتك، مما يعكس مدى تأثير سيف الدولة على الجميع. المتنبي هنا يعبر عن أهمية الدور الذي لعبه سيف الدولة في حياته، ويدل على مدى الرفاهية والأمان الذي جلبه له.


البيت الثاني:


سَأُلْقِي عَلى نَعْمَاكَ بَعْدَكَ عَجِيباً

مِنَ الذِّكْرِ وَالشِّعْرِ وَالصَّبْرِ وَالْكَرَمِ


في هذا البيت، يشير المتنبي إلى أن كل ما يقدمه من ذكر وشعر وصبر وكرم سيكون مجرد تقدير ضئيل لما فعله سيف الدولة. "سألقي على نعمائك بعدك عجيباً" تعني أن المتنبي سيظل يذكر سيف الدولة بشعره وأعماله الرائعة حتى بعد رحيله، مؤكداً على عظمة ما فعله. تعكس هذه الأبيات مدى اعتراف المتنبي بفضل سيف الدولة، والجهود الكبيرة التي بذلها من أجل دعمه.


البيت الثالث:


أَبْرِيكَ مُسْلِماً بَحْرَكِ وَالْحَرِّ

بِكُلِّ سَمَاءِ عَشِيَّةٍ مِنْ سَمَائِهِ


في هذا البيت، يصف المتنبي سيف الدولة بأنه كالبحر الواسع في سخائه وكرمه، ويشبهه بالسماء التي توفر الحماية والرعاية. "أبريك مسلماً" تعني أن المتنبي يعبر عن تقديره واحترامه لسيف الدولة، الذي يشبهه ببحر مفتوح يُعطي دون توقف. تعكس هذه الصورة قوة وتأثير سيف الدولة في حياة المتنبي، وأهمية الدعم الذي قدمه له.


البيت الرابع:


وَسَيفُكَ شَمْسٌ تَسْطُعُ عَلى العَادِ

وَتُعْطِفُ دُرْبَ الحَقِّ وَالْبَطَلِ


في هذا البيت، يصف المتنبي سيف الدولة بأن سيفه كالشمس التي تضيء على الأعداء وتظهر الحق والبطولة. "سيفك شمس" تعني أن سيف الدولة كان دائمًا في صف الحق، ومصدر إلهام للبطولة والشجاعة. تعكس هذه الصورة دور سيف الدولة كقائد وشخصية مؤثرة في النضال من أجل الحق والعدالة.


البيت الخامس:


إِذَا نَحْنُ قُلْنَا صَحَاحٌ قَالَ قَائِلٌ

مَنْ يُسْعِدْ فَأَنْتَ قَائِلٌ فَشَكْرُهُ


في هذا البيت، يشير المتنبي إلى أن كلما قيل شيء عن الصلاح والنجاح، فإن سيف الدولة كان مصدرًا له، كما أن أي شكر يُقدّم له يكون بمثابة اعتراف بفضله. "إذا نحن قلنا صحاح" تعني أن أي تأكيد أو اعتراف بالنجاح يأتي بفضل سيف الدولة، وأن المتنبي يعبّر عن شكره وامتنانه لفضله الكبير.


تأثير قصيدة نُعْمِيَ سيف الدولة بالمال والجيش على الأدب العربي


قصيدة نُعْميَ سيف الدولة تعكس قدرة المتنبي على التعبير عن التقدير والاحترام بطريقة فنية رائعة. من خلال تصوير سيف الدولة كرمز للشجاعة والكرم، تسهم القصيدة في تعزيز مكانة المتنبي كأحد أعظم الشعراء الذين استطاعوا استخدام الشعر كوسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر. تؤكد القصيدة أيضًا على الروابط القوية بين الشعراء ورعاتهم، وكيف يمكن للدعم والتشجيع أن يؤثر بشكل كبير على إبداعهم.


خاتمة


قصيدة نُعْميَ سيف الدولة تجسد مدى تقدير المتنبي وعرفانه بفضل سيف الدولة الحمداني، الذي كان له دور كبير في حياته. من خلال الأبيات، يعبر المتنبي عن امتنانه العميق ويصف سيف الدولة بصفات الشجاعة والكرم. تعكس القصيدة قوة تأثير الدعم والإلهام الذي قدمه سيف الدولة، مما يجعلها واحدة من أبرز أع

مال المتنبي التي تعبر عن التقدير والاحترام في إطار شعري عميق وجميل.


تعليقات